محمد وردي من سطات
تعيش مدينة سطات الاستثناء.. في غياب أبسط الحاجيات الضرورية للترفيه والتسلية ، فماذا لو تحدثنا مثلا عن التنمية المستدامة و كيفية جلب الاستثمارات وعن وضعية البنيات التحتية وغيرها بعاصمة الشاوية ، فقد يعتبرونك العاقلون ” أحمقا أحيانا ” إلا أن الواقع يبقى شيئا آخر، مادامت الجماعة عاجزة عن توفير مسبح عمومي واحد لساكنة تعد بالآلاف، في ظل ارتفاع حرارة الشمس المفرطة وقيظ الصيف، وهو ما يدفع الكثيرين إلى البحث عن أماكن للسباحة والاستجمام في الأودية والسدود والأحواض المائية وقنوات الري والسواقي بالرّغم من المخاطر التي تنطوي عليها السباحة في تلك الاماكن .
هذا و لازال الطلب يتزايد أكثر من أجل إحداث مسابح وحدائق ومتنفسات ايكولوجية و بيئية بالإضافة الى مرافق صحية، بمواصفات عالية الجودة بعاصمة الشاوية ، توفر للزائرين فسحة للراحة وممارسة الألعاب الرياضية المفضلة، وتجديد وتنشيط الدورة الدموية،
إذ تتميز مدينة سطات في فصل الصيف بارتفاع متواصل لدرجات الحرارة التي تتجاوز في بعض الاحيان الأربعين درجة ، مما يولد ضغطا كبيرا على نفوس المواطنين لشبه انعدام المسابح والفضاءات الخضراء ، بإستثناء فضاء الغابة الحضرية وبحيرة المزامزة التي لازال المواطنون من مختلف الأعمار يحملقون في البحيرة والغابة المحيطة بها ، في دهشة وحسرة على واقعها المر، بل اضحت تعمق الجراح من خلال تعثر الأشغال التي رصدت لها أموال ضخمة من المالية العمومية دون أن تخرج إلى حيز الوجود، بعدما عمرت طويلا وتعاقب على تدبيرها عدة رؤساء لمجالس إقليمية ، كما شكلت موضوع لنقاشات عدة و تساؤلات مشروعة لدى الراي العام ولنا عودة في الموضوع لاحقا حول من يعرقل عجلة التنمية بالمنطقة..؟
ويلاحظ لدى الرأي العام ،” ان المدن تتكاثر ، وتتزايد أعداد سكانها، وتكتظ بالبنايات، وكثيرا ما تتناقص بها المساحات الخضراء، فتختل التوازنات، وتختنق الأجواء، وتتعدد الحساسيات والأدواء”.
و من الثابت أن المجالات الخضراء ضرورة للإنسان، فهي مصدر تنقية الهواء، ونشر الظلال، وتلطيف الأجواء، ولها وقع ملموس على سلامة الأبدان، والصحة النفسية للإنسان. من هنا كان تنافس حواضر العالم في نشر الحدائق وحدائق الأطفال وتعداد المنتزهات في مختلف الأحياء والأرجاء، وإحاطتها بالغابات الحضرية والأحزمة الخضراء،
باعتبارها تشكل ملاذا مهما لسكان المدن وزوارها الذين يقصدونها لقضاء جزء مهم من وقتهم داخل هذه الفضاءات الخضراء المتميزة والمفتوحة لدى مختلف الشرائح الاجتماعية،
وهي مطالب مشروعة يطالب بها التلاميذ وطلبة جامعة الحسن الأول بسطات الى جانب المواطنين بالتعجيل في إخراج مشروع تهيئة بحيرة المزامزة الى الوجود ، بحكم قربها من هذه الجامعة التي يدرس بها ما يفوق 50 الف طالب ايام فترة الامتحانات وخلال اوقات الفراغ بحكم قربها من هذه الجامعة التي يدرس بها ما يفوق 50 الف طالب.
فغياب المسابح البلدية في مدن مغربية يعمق أزمة الأسر محدودة الدخل ، حيث تبرز الأودية والسدود وقنوات الري كخيار مرغوب فيه بالنّسبة للكثيرين، بالرّغم من المخاطر التي تنطوي عليها السباحة فيها في ظل ارتفاع درجة الحرارة، التي تشهدها مدن و جهات المغرب.
ومن هذا المنطلق ، تتجدّد الدعوات سنوياً عند اقتراب كل فصل صيف لفتح مسابح عمومية جاهزة أو ناقصة التجهيز بمجموعة من المدن بعد إصلاحها، وإحداث أخرى بالمدن التي لا تتوفّر عليها كمدينة سطات بغية توفير بدائل للأفراد والأسر محدودة الدخل، التي لا تقوى على حجز مكان لها في المسابح الخاصة أو التابعة للفنادق المصنّفة، لاسيما أن المسابح البلدية تكون الاستفادة منها في الغالب مقابل أثمنة رمزية.
وتصاعدت هذه الدعوات في الاونة الاخيرة لمن بيدهم الامر ، وفق المعطيات المتوفّرة لدى” الوطن العربي”، منذ بداية يوليوز الجاري في الكثير من المدن والجهات، من بينها جهة الدارالبيضاء-سطات، التي طالب سكانها بإحداث مرافق خضراء ومسابح عمومية من أجل تعزيز فضاءات الترفيه والاستجمام ، والحد من مآسي الغرق في الصهاريج الفلاحية والسدود والاحواض المائية وخاصة غير المسيجة.
وتنويرا للراي العام السطاتي حول موضوع النقص الحاد في توفير المسابح والفضاءات الخضراء اتصلت ” الوطن العربي ” برئيس المجلس الجماعي لسطات لاخذه علما بالموضوع، إلا أن هاتفه ظل يرن دون جواب.
المصدر : https://chamssalhakika.ma/?p=8042