بنزاكور…..الخط المتصل

admin
سلايدر
admin6 يناير 2024آخر تحديث : منذ سنة واحدة
بنزاكور…..الخط المتصل

تحرير عبد الرفيع حمضي

بنزاكور…..الخط المتصل
سواء في جنازة شوقي بنيوب ،او احمد حرزني رحمهما الله .كان النسيج الحقوقي بمقبرة الشهداء يتساءل بقوة عن الحالة الصحية للنقيب عبد العزيز بنزاكور فلم تكن تتسرب من الدار البيضاء ومن محيط النقيب الا همسات قليلة وهو المعروف بقلة الكلام .وزادت ندرته بعد رحيل رفيقة عمره .
سي عبد العزيز بنزاكور رحمه الله لم اعمل معه بنفس المؤسسة لا المهنية ولا السياسية ولكن جمعتني وإياه محطتين .
الاولى وجها لوجه والتانية بواسطة الأثر المستمر في الزمن .
منذ عشر سنوات كان سي بنزاكور حديث التعيين كاول وسيط للمملكة ،حل محل والي ديوان المظالم ،الذي كان قد استنفذ مهامه كمؤسسة تقليدية .وحان الوقت مع دستور 2011 إلى الانتقال إلى الاومبدسمان ombudsman كمؤسسة لها مواصفات حقوقية حديثة .
وما كان لشخصية حداثية تربت في احضان اليسار التقدمي إلا ان يكون تعيينه قيمة مضافة لهذا المولود الجديد .وهكذا دعا لاجتماع عام مع المخاطبين الرسميين لوسيط المملكة بالقطاعات الوزارية والذين هم بالأساس المفتشون العامون للوزارات او من يقوم مقامهم .وكنت حينها واحد منهم كمفتش عام لوزارة التشغيل والتكوين المهني .
وبهذه الصفة حضرت هذا اللقاء .
في البداية
تناول الكلمة السيد وسيط المملكة ، محددا الغاية من اللقاء والتي تتجسد اساسا في تجويد وتسريع التجاوب مع شكايات المرتفقين و التي يحيلها وسيط المملكة على القطاعات الحكومية .
كنت جالسا في الصف الأمامي بالقاعة الكبرى بالمعهد العالي للدراسات القضائية وتابعت كل حركات عضلات وجهه وهي تنتفخ بتغير قوة نطقه للكلمات .وشاهدت الجدية التي تسطع من عينية .اما إشارات يديه وان كان لا يرفعا عاليا ففي بطئ حركتها الحسم والدقة .
وعندما فتح باب النقاش تناولت الكلمة وقلت بداخلي لابد ان أكون صادقا مع هذا الرجل الذي اعرف مساره وطينته .خاصة انني كنت اعرف جيدا مكامن الخلل في العلاقة بين ديوان المظالم والإدارة المغربية بحكم ممارستي في الميدان لسنوات .
فخاطبته وباقي الحاضرين « ما سأقوله لا يليق بمفتش عام له صلاحيات في قطاعه وله أمكانيات ومستقل في بنايته ومساطره فأنا في وضعية مريحة والحمد لله ولكن اسمحوا لي السيد الوسيط فكما تعلمون ان مصدر القرارات بالوزارات موجود عند الكتاب العامين ،وبالتالي فكل ما ترسلونه إلى الوزير من تظلمات وشكايات ومطالب يحيله علينا فنعيده للتحري وإعداد الأجوبة على المدراء المركزيين الذين يعملون تحت إشراف الكاتب العام وبالتالي كل الأجوبة التي نبعثها لكم تتم وفق تيرممتر الكاتب العام ومادام ليس هو المسؤول امامكم مباشرة عن الأجوبة فلهذا السبب تسجلون تعثر في جوهر وآجال الأجوبة .وحتى عندما يكون المشتكي على صواب فكونه التجأ للوسيط فعليه الانتظار .ولهذا فأنا اقترح ان نرفع توصية في هذا الاجتماع لرئيس الحكومة من اجل تعيين الكتاب العامين هم المخاطبين الرئيسين لوسيط المملكة وإعفائنا من هذه المهمة كمفتشبن عاميين او تقوية صلاحية واختصاصات جهاز المفتشين العامين كما هو الحال في الدول المتقدمة ”
لكن يبدو ان هذا التدخل لم يرق السيد الوسيط رغم ان كل اطر المؤسسة الذين يمارسون بها لسنوات استحسنوه وعبروا لي عن ذلك في حينه . وعند وجبة الغداء قال لي الاستاذ عبد العزيز “سي حمضي واش أنا غادي نقول لرئيس الحكومة كيفاش ينطم ادارته أنا كنخدم من داخل النص الموجود .” تناولنا الغداء انذاك ولازلت الحكاية على حالها إلى الان .
كان رحمه الله يعرف قياس البراد ولا يحب خلط الأوراق .
المحطة الثانية عندما التحقت بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان سنة 2013 .من المهام الإضافية التي أوكلت الي هي عضوية لجنة متابعة تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة من 2014 الى غاية 2019 وكنا نعقد اجتماعات أسبوعية يترأسها المرحوم النقيب مصطفى الريسوني وبجانبه الهرم الفاضل طيب الله ثراه مصطفى اليزناسي
وكان لا يمر إجتماع الا والنقيب الريسوني يحكي لنا عن سي عبد العزيز بنزاكور وعن موقفه من هذا الملف او من هده القضية
وكيف يعالج هذه وكيف يتناول تلك .
فقد خبر الرجل في الهيئة المستقلة للتعويض وفي هيئة الإنصاف والمصالحة ولكم ان تتصورا حجم ما عرفته وما علمته عن الفقيد خلال هذه المدة إلى ان توفي الصحفي الكبير مصطفى اليزناسني والتحق به في عز كورونا النقيب مصطفى الريسوني ليسافر اليهما سيدي عبدالعزيز بنزاكور وتتوقف بذلك رحلة الحكي المفيد عن مرحلة مجروحة .رحمة الله عليهم جميعا .

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.