المدونة وأتاي

admin
سلايدر
admin22 أكتوبر 2023آخر تحديث : منذ سنة واحدة
المدونة وأتاي

المدونة وأتاي


” مازال ما ديرنا في الطاجين ما يتحرق”
لعل هذا المثال المغربي الاصيل ،يلخص بعمق وضع السفسطة الحالية المواكبة لمشروع تطوير مدونة الاسرة ،
هذا النص القانوني الذي اصبحت دواعي تنقيحه ليست بالضرورة استجابة لمطالب الحركة النسائية والحقوقية المغربية مع الاقرار بوجاهة ودقة مذكراتها .بل تفرضها بالدرجة الاولى 20 سنة من الممارسة الفعلية والتنزيل اليومي للنصوص الحالية بالمحاكم المغربية .وقد تبين بالملموس ان الممارسة القضائية ببلادنا في مجال قضاء الاسرة بلغت سقفها وان ثقل المحافظة في التنزيل والتفعيل انتصرت على روح النص والتشريع .
وبالتالي كان لزاما لهذه الوقفة لتطوير النص القانوني المؤطر للممارسة القضائية مع ضبط اكثر للسلطة التقديرية .
ولذالك فليس في الامر لا حلال ولا حرام، الا لمن يريد تهييج العامة لاهداف ،بعيدا عن مصلحة الاسرة ومكوناتها .
نُذَكِرُ هؤلاء ،ان نُسخهم الاصلية في الماضي بارض الحجاز سبق ان شنوا في مكة حملة دينية شَرسة لتَحريم شُرب القهوة باعتبارها حَرام. إذ قالوا حينها: “إنَّ شَارِبها يُحشر يَوم القِيَامة وَوَجْهُهُ أسود من قُعور أَوانيها” حسب ما اورده الكاتب السعودي احمد عبد الرحمن العرفج، في كتابه “الغثاء في لم طرائف وغرائب الفتوى”
وهاهي القهوة الان المشروب الوطني بامتياز بالسعودية وكل الجزيرة العربية وعيب الا تقدم القهوة للضيوف .
اما الشاي او اتاي فبدوره لم ينج من غرابة هذه الفتوى بالمغرب فنقلا عن المعسول للمختار السوسي، أن الحاج البيشروي حرم شرب الأتاي لتشبيهه له بالخمر. كما أن قاضي مكناس أحمد بن عبد الملك العلوي كان لا يقبل شهادة شاربه.
وهاهو الشاي المنتوج الاكثر ديمقراطية بالمغرب محط اجماع وطني بل كل مناسباتنا الاسرية والوطنية والدينية لا تكتمل اركانها الا بالشاي بل برع المغاربة في طقوس الاعداد حتى اصبحت جلسة اتاي لحظة مقدسة.
فما هو الحرام واين الحلال ؟

عبد الرفيع حمضي

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.