محمد وردي من سطات
تحت أعين مختلف السلطات الأمنية،
انطلقت رسميا يومه الأربعاء 23 غشت وسط حضور جماهيري غفير من ابناء المنطقة وزوارها ،فعاليات النسخة الثامنة من مهرجان الزوكش للفروسية التقليدية في فن “التبوريدة ” الأصيل، على وقع طلقات البارود وحوافر الخيل، بفضاء محرك الزوكش بمنطقة مزامزة الجنوبية ضواحي سطات، تحت شعار :” فن التبوريدة تراث ثقافي فخر لكل الأجيال” وذلك تزامنا مع إحياء ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب المجيد .
وقد حضر هذا المهرجان بعض رؤساء الجماعات الترابية بالاقليم و منتخبين ،إضافة الىجنود الخفاء الذين يسهرون من أجل نجاح مهرجان” التبوريدة” بالزوكش .
وتكرسيا لثقافة الاعتراف والتضامن والعمل المشترك المسؤول، شهدت هذه النسخة التي تنظمها جمعية الزوكش التنموية بتعاون مع الجماعة الترابية مزامزة الجنوبية ومن بعض المتدخلين و الغيورين عن المنطقة، تكريم بعض الفعاليات في مجالات مختلفة بجوائز تحفيزية تجشيعا لهم بالمزيد من العطاء و التضحيات على ما اسدوه من خدمات جليلة خدمة للوطن والمواطنين .
ويسعى المنظمون تقديم فرجة ممتعة للجمهور و خدمات تليق بمستوى تطلعات الحاضرين و اللجنة المنظمة لفعاليات هذا المهرجان، الذي يتضمن عروضا متنوعة ، طيلة أيّام المهرجان ..إلى غاية يوم الاحد 27 غشت ،في أجواء حافلة بالطقوس التقليدية التي توارثتها أجيال عشاق الفروسية التقليدية على مر القرون.
حيث تبدأ الاستعدادات بارتداء الأزياء التقليدية، ثم يتحلق الفرسان حول “مقدم” السربة، الذي يُلقي كلمة ويزودهم بآخر التعليمات والنصائح، وقبل مغادرة الخيمة يتلو الفرسان سورا من القرآن، ويصلون على النبي، ثم يختمون بالدعاء لأنفسهم بالسلامة وبأن يغادروا مضمار السباق “المحرك” سالمين
هذا و قد سطر المنظمون عددا من الأهداف لمهرجان “الزوكش ”، منها الحفاظ على فنّ التبوريدة” كتراث تاريخي، وتشجيع الفرس، وتوظيف فن التبوريدة لخدمة التنمية الاجتماعية والإنسانية، وتحفيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة وإغناء البرامج الثقافية للمنطقة..
ويجسد مهرجان الزوكش في فنون الفروسية التقليدية مدى العناية المتميزة التي لطالما حظي بها الفرس على مر العصور، والذي يجد صداه الواسع في ما يزخر به التراث الوطني من تقاليد أصيلة، وكذا الالتزام الموصول الذي يروم الحفاظ على التراث المغربي اللامادي العريق الذي يشهد إشعاعا وحضورا متميزا في كل المناسبات الاحتفالية بالمهرجانات والمواسم المنظمة بكافة أرجاء المملكة المغربية الشريفة، حيث يشكل علامة مميزة بطقوسها الطافحة بالرموز والدلالات التراثية العميقة.
وهي مناسبة ايضا تحفز الأجيال الصاعدة على استحضار أمجاد الأجداد، وتذكرهم بالمعارك والحروب التي خاضوها من أجل الحفاظ على حوزة الوطن وكذا مواجهة الأعداء ، بل تشكل فنون الفروسية التقليدية “التبوريدة”، التي تم إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، موروثا ثقافيا شعبيا وتراثا مغربيا عريقا يجسد علاقة التناغم بين الخيل والفرسان نظرا للأهمية التي يكتسيها هذا الموروث التقليدي الوطني المتأصل في وجدان المغاربة عبر التاريخ، والذي هو جزء لا يتجزأ من التراث الحضاري المغربي اللامادي والأصيل.
هذا واعربت ساكنة منطقة الزوكش التابعة ترابيا لجماعة مزامزة الجنوبية وزوارها ، حسب تصريحات متفرقة استقتها جريدة الوطن العربي من عين المكان ، عن فخرهم واعتزازهم بهذا التنظيم الرائع والمحكم ، فضلا عن ظروف الاستقبال الجيد من طرف اللجنة المنظمة، و التي ساهمت إلى جانب عدد من المنخرطين و المتدخلين والمشاركين بنجاح هذه التظاهرة الفنية الرائعة بعروضها المتنوعة وتراثها الغني و سخاء وعفوية المشرفين على المهرجان، وراء امير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله .. رمز الامة وفخر الوطن وعزة شعبه بشعار مقدس دائم:
الله _ الوطن _ الملك.
المصدر : https://chamssalhakika.ma/?p=4515
