محمد وردي من سطات
لا يمكن الحديث نهائيا عن شيء إسمه التنمية بسطات في ظل الهشاشة التي تعرفها بنيتها التحتية ..
ظلت تعيش عاصمة الشاوية على وقع تهميش لازمها لسنوات طويلة دون أن تعرف طريقها إلى تنمية منشودة تتحقق معها آمال ساكنة تتطلع إلى ظروف عيش أفضل مقارنة مع ما تعرفه مجموعة من مدن المملكة المغربية الشريفة من مشاريع مهمة في مختلف المجالات والقطاعات.
حيث أعربت ساكنة سطات عن استيائها وتذمرها الشديدين جراء الأوضاع المزرية التي تعيشها المدينة، في ظل جملة من المشاكل والنقائص التي تعكر صفوة حياة الساكنة المحلية ، وجعلت عددا من الأسر والعائلات تعيش في فقر مدقع وتتجرع مرارته منذ سنوات،حسب ما أكدته تصريحات متطابقة لجريدة الوطن العربي الإلكترونية.
وعلى هذا الأساس، وبناء على هذه الوضعية المزرية، يطالب سكان سطات السلطات المعنية بأن تستمع لانشغالاتهم التي لا تخرج عن حيز المطالب الواقعية، في أفق تحقيق أبسط ظروف العيش الكريم لهم.
حيث تعيش المدينة ركودا تنمويا خطيرا في مجالات عديدة أسهمت فيها العديد من العوامل ,وهو ما يتضح جليا من خلال هشاشة البنيات التحتية الأساسية بمختلف أحياء المدينة، حيث ما زالت بعض الأزقة والشوارع بعاصمة الشاوية توصف لدى الساكنة والزوار بـ”الكارثية” ، وهو ما بات ينغص حياتهم اليومية في جميع الأوقات.
وفي هذا الصدد، اكدت عدة مصادر متفرقة من ساكنة سطات ممن التقتهم جريدة الوطن العربي أن مشكل غياب التنمية بالمدينة تتحملها الجماعة الترابية، مشيرين إلى أن من بين الأسباب الرئيسية التي جعلت هذه المدينة تعاني الفقر التنموي هو الحسابات السياسوية الضيقة ، لأن الجماعة تسيرها أحزاب مختلفة ، حسب تعبيرهم.
وأوضح المتحدثون ذاتهم أن المدينة في حاجة ماسة إلى مسؤولين قادرين على إحداث مشاريع تنموية واجتماعية وذلك باتخاذ كافة التدابير والاجراءات اللازمة وتبسيط المساطر الادارية والقانونية في آجال معقولة ، بغرض جلب الاستثمار وتحفيز المستثمرين لتغيير ملامح هذه المدينة المعروفة بأطرها ومؤهلاتها في شتى المجالات، مبرزين أنها تعاني كل هذه المشاكل بسبب الإقصاء والتهميش المفروض عليها من طرف جهات مسؤولة لايعرف مصدرها، مطالبين في الوقت نفسه بزيارة ميدانية للجهات المعنية بغية رفع التهميش والاقصاء الممنهج ضد تنمية عاصمة الشاوية وفق تعبيرهم.
وعن الوضع التنموي لمدينة سطات ، اكد العديد من المواطنين الغيورين عن هذه المدينة ” لا يمكن الحديث نهائيا عن شيء اسمه التنمية بسطات في ظل الهشاشة التي تعرفها بنيتها التحتية، من طرق متهالكة ومناطق خضراء منعدمة وأزبال متراكمة وضعف الانارة وغيابها في ازقة بعض الأحياء وببعض الاسواق النموذجية بل تلحقهما اعطاب كثيرة إضافة إلى الانعدام الكلي لفرص الشغل وجميع الضروريات التي يمكن أن تضمن للمواطن المحلي حياة كريمة.
وقد ناشد المواطنون أنفسهم من بيدهم الامر إيفاد لجنة وزارية معنية من أجل أن تخص المنطقة بزيارة ميدانية لهذه الربوع من الوطن الحبيب ، موضحين أن الزيارة هي الوحيدة القادرة على انتشال المنطقة من الفقر التنموي التي تئن تحت وطأته لسنوات وعقود، وفق تعبيرهم.
فكثير هي إذن من الإغراءات و الوعود الوردية التي طبعت الحملات الانتخابية لأغلب المترشيحين في استحقاقات 08 شتنبر 2021 ماتزال مستمرة على قدم وساق وكانهم ساهون عما كانوا يقولون ، بل هناك من تفثقت عبقريته من بعض رؤساء الجماعات الترابية بإقليم سطات الذين اضحوا سائرين مؤخرا في اتجاه عاصمة المملكة الرباط للبحث عن الكنز المفقود” مشاريع تنموية “عند بعض البرلمانيين الذين يستغلون ضعف التاطير الحزبي عند بعض رؤساء الجماعات المحلية بالاقليم في حملات سابقة لأوانها كما أكده المتحدثون للجريدة الذين قالوا بحسرة و استغراب شديدين” هيهات هيهات” فدار لقمان كانت ولازالت و قد تبقى على حالها ،وسيظل معها التاريخ خير شاهد على مايجري في الكواليس، كما سيسجل بغضب ما آلت اليه الوضعية الحالية على مستوى البنية التحتية وضعف الخدمات المقدمة للمرتفقين وعدم الاصغاء إلى هموم ومتطلبات المواطنين المشروعة ، في غياب التواصل وكذا الانفتاح على محيط المدينة الإقليمي والجهوي والوطني بغرض جلب الاستثمار وتحفيز المستثمرين باتخاذ كافة التدابير والاجراءات اللازمة وكذا تبسيط المساطر الادارية في اجال معقولة .
وتبقى النقط المدرجة في جدول اعمال المجلس الجماعي لسطات عبر دوراته العادية حسب تعبير المواطنين الغاضبين حبر على ورق ، رغم المصادقة على اغلبيتها ، وهو ماعتبروه فشل دريع في تفعيل الالتزامات التي وعدت بها في برنامجها ، مما يدل على المزاجية والارتجالية في التعاطي مع هذه الملفات الاجتماعية والاقتصادية التي تشكل عائقا أمام الارتقاء بالتنمية ، سواء على مستوى تعزيز البنيات التحتية والتجهيزات المادية والرقمية، أو على مستوى التدبير الإداري والمالي”.
هذا وقد اعتبر آخرون ان الوعود الوردية لتعزيز جاذبية المؤسسات وتحسين الجودة التي قدمها المجلس في برنامجه، تحولت إلى” أوهام وسراب”، حيث انتقد الجميع طريقة تعاطي المجلس الحالي مع الاصلاح ، معتبرين أن الإصلاح الجديد “مسيس وغير مفهوم بتاتا”، مشيرين في الوقت ذاته إلى دعوة الملك محمد السادس نصره الله إلى عدم إقحام القطاع الاجتماعي في الإطار السياسي وإبعاده عن المزايدات السياسية ، وهو ما يعد مدخلا اساسيا في التنمية المحلية المنشودة.
ومن أجل نيل تعليقات وتوضيحات رئيس جماعة سطات ، حاولت جريدة الوطن العربي الإلكترونية الاتصال به مرارا وتكرارا ، لكن هاتفه ظل يرن دون جواب.
.
المصدر : https://chamssalhakika.ma/?p=4233