محمد وردي من سطات
الخدمات الصحية بالعالم القروي تقض مضجع الساكنة ” إقليم سطات نموذجا”
تعيش ساكنة دواوير جماعة الحوازة التابعة نفوذيا لعمالة إقليم سطات ، منذ شهور ، على وقع توقف الخدمات المقدمة بالمستوصف المحلي للمنطقة، الذي أضحى شبه مغلق بدون سابق إشعار ، وقد فوجئت الساكنة بالموضوع. حيث أثر هذا التوقف بشكل كبير على سكان المنطقة، خصوصا المصابين بأمراض مزمنة وكذا الحوامل والأطفال الصغار، الذين قد يتعرضون للسعات العقارب في ظروف فصل ساخن ، ما قد يستدعي ذلك تدخل الجهات المسؤولة بشكل عاجل لإنقاذ مايمكن انقاذه.
وفي تصريحات متفرقة استقتها جريدة الوطن العربي من عين المكان عبرت فيها ساكنة جماعة لحوازة بإقليم سطات عن استيائها من غياب التطبيب بمستوصف لحوازة مشيرة إلى أن المرضى يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى المستشفى الإقليمي بعاصمة الشاوية ، للحصول على استشارة طبية بسيطة جدا. ما يعمق مآسي المرضى والساكنة عموما ويؤرق بالها . وان اغلاق هذا المستوصف الوحيد أثار امتعاض الساكنة التي تقصده كلما استدعى الأمر ذلك، والوضع الحالي لا يبشر بخير. وهو ما اعتبرته الساكنة
“إهانة وتحقيرا” للمواطنين موردين أن الوزارة الوصية على القطاع، وخصوصا لمسؤوليي الإقليم، تكتفي فقط بكتابة إعلانات على الخصاص المهول في الأطر الصحية من الأطباء والممرضين، حسب اقوالهم.
وطالبت مصادر أخرى الجهات المسؤولة بإعادة فتح المستوصف المذكور من أجل تخفيف معاناة التنقل إلى المؤسسات الصحية المجاورة، كاشفة أن الساكنة عازمة على الاحتجاج ضد تردي الأوضاع الصحية بالحوازة .
وتجدر الاشارة الى ان حتى المجالس المنتخبة المتعاقبة على كرسي الجماعة لم تتدخل لحل هذا المشكل العائق الذي يؤرق الساكنة ، بل شاركتهم هذا الظلم القاسي في حقهم وجعلتهم يذوقون مرارة العذاب نتيجة تنقلهم إلى الاقليم .هذا مع الإشارة إلى غياب وسيلة نقل للمرضى (إسعاف) الذي يتكبد المواطن محنه معها كلما دعت الضرورة والحاجة إليها حسب تعبيرهم .
ولنيل المزيد من التوضيح لتنوير الرأي العام حول مآل وضعية المستوصف المذكور ، كانت الإجابة بخصوص الموضوع للدكتور محمد ايت الخدير مندوب وزارة الصحة بإقليم سطات الذي زف اخبارا سارة عبر موقع جريدة الوطن العربي في لقاء صحفي وللذي قدم من خلاله شروحات مستفيضة بمعطيات جديدة حول الوضع الحالي لمستوصف الحوازة ضواحي سطات ،وكذا الاستراتيجية المستقبلية للمنظومة الصحية بالاقليم المزمع تفعيلها بتوجيهات ملكية سامية وبتعلبمات من الوزارة الوصية عن القطاع .
وطمأن في حواره الساكنة حول هذا الموضوع بايجاده حلولا ناجعة في هذا الباب، مؤكدا ان الخدمات الصحية بمستوصف الحوازة قد تستأنف خدماتها من جديد في وجه المرتفقين ،مردفا ان مستوصف الحوازة سيلتحق به احد الممرضين لاستئناف العمل به، وذلك لسد الخصاص بعدما كان قد أحيل آخر في الآونة الأخيرة على التقاعد، و ان المسؤولين عن القطاع يتفهمون هذا الوضع باقتناع ويتعاملون معه بجدية وصرامة ترسيخا لثقافة الاعتراف والتضامن والعمل المشترك المسؤول ، موضحا بقوله انه سيتم قريبا تدشين ثلاثة مراكز و مستوصفات بعدما انتهت الأشغال بهما، فيما لازالت الأشغال جارية في البعض ومبرمجة في اخرى من : قبيل المركز الاستشفائي الاقليمي الحسن الثاني وبعض المراكز الصحية والمصحات والمستوصفات . وتجدر الاشارة إلى انه سيتم إدخال أنظمة معلوماتية في جميع المرافق الصحية المعتمدة على البرمجة والرقمنة والباقي سيأتي.. “خاص غير شوية ديال الصبر ” وفق تعبيره. كما قال المسؤول الصحي بالاقليم ، سنعمل وفق سياسة جديدة صحية يمكنها ان تعود بالنفع على إقليم سطات من قبيل إدخال إجراءات الوظيفة الصحية والتي تجرى فيها تحفيزات على المستوى المحلي وبالتالي سيظل كل المهنيين في مقراتهم العملية .فقط انها مسالة وقت لاغير. مشيرا على ان مدينة سطات من بين الجهات التي تستفيد من عدد مهم من الموارد البشرية الا ان توزيعهم لم يتم بطريقة منصفة من اجل العمل في العالم القروي و العالم الحضري.
ومن جهة اخرى:
الخدمات الصحية بالعالم القروي تقض مضجع الساكنة بإقليم سطات و”مستوصفات” إقليم سطات نموذجا
تعاني الوضعية الصحية بإقليم سطات وخصوصا بالعالم القروي(المستوصفات) تدهورا من حيث النقص في التجهيزات والموارد البشرية إذ لا تختلف عن باقي مستوصفات ومستشفيات الإقليم في تسييرها عن السلوك العام.
وتوجد عدة مستوصفات بالعالم القروي تتطلب تعيين أطباء وممرضين أو تقوية هذا الطاقم بها وتحسين الخدمات وتسهيل تقديمها للمواطنين والمرضى المتوافدين عليها، وتزداد معاناة المواطنون بشكل يومي، الأمر الذي يجعلهم يتوجهون إلى المصحات الخاصة بكل من مدينة سطات هذا إن توفرت لديهم الإمكانيات! أما بالنسبة لمن لا يتوفر على ذلك فعليه أن يتحمل الألم إلى غاية الصباح.
من المحير فعلا أن نجد مستوصفا قرويا مخصصا لعدد كبير من السكان المقدرين بــما يقارب عن عشرات آلاف نسمة لا يؤدي الغرض المطلوب بل أصبح الكثير منهم مغلقا لدواعي غامضة شكلت موضوع تساؤلات مشروعة لدى سكان دواوير الجماعات المتضررة باقليم سطات .
هذه الأوضاع الكارثية التي يعيش عليها قطاع الصحة بإقليم سطات وخصوصا جماعات الاقليم بسبب مشاكل ذات أوضاع شاذة ترتبت عن سوء التسيير والتدبير، والتي وصل صداها إلى قبة البرلمان حيث تناول احد برلماني سطات الموضوع من خلال بسطه سؤالا شفويا للحكومة يتعلق الامر باعطاب المنظومة الصحية باقليم سطات.
والتي تنتظر حلولا عاجلة لهذه المستوصفات، ومن بينها معاناة الساكنة بالإقليم خاصة من حيث النقص الحاصل والمهول في الموارد البشرية والتجهيزات وطرق التدبير للمرافق الصحية التي تصل إلى حد إهانة كرامة المواطنين، وإن كان لزاما الاعتراف والإشادة بالمجهودات والتفاني الذي تبديه مجموعة من الكفاءات الصحية لخدمة المرضى رغم ضعف التجهيزات والإمكانيات، فان المواطن العادي بإقليم سطات عموما وبالجماعات القروية على وجه الخصوص يسجل استمرار جملة من المشاكل التي ما فتئت تنادي بها الأصوات الاجتماعية أو المجتمعية.، كون واقع البنية التحتية الصحية على مستوى الجماعات الترابية لا يرقى للمستوى المطلوب ولتطلعات الساكنة، حيث تتوفر بعض الجماعة باقليم سطات على مستوصف قروي واحد تنعدم فيه أبسط التجهيزات الضرورية.و يعاني من ضعف التجهيزات الطبية وقلة الموارد البشرية وهذا ما يزيد من معاناة سكان القرية بمرور السنين ولم يتغير شيء يذكر.
المصدر : https://chamssalhakika.ma/?p=3981