محمد وردي من سطات
منتزه بحيرة المزامزة ..مشروع ضخم غاب عنه التسيير وطاله الإهمال وسوء التدبير
لازالت الغابة الحضرية بالمدخل الشمالي لمدينة سطات تعيش الإهمال والنسيان من طرف الجهات المعنية حالها حال منتزه بحيرة لمزامزة التي استغرقت وقتا طويلا لتهيئتها الشاملة،حيث تظل الأشغال تسير ببطء كبير رغم أنها رصدت لها مبالغ مالية ضخمة لتكون جاهزة في وقتها المحدد المعلن عنه في دفتر التحملات الملزم بشروط والتزامات في إطار القانون , لكن مع مرور الوقت يبدو أن هذا المشروع أضحى صعب المنال في غياب الارادة وروح المسؤولية لدى المشرفين المعنيين على هذا الورش المهم وهو ما يطرح مجموعة من الأسئلة المشروعة من لدن المواطنين السطاتيين حول المشروع ذاته الذي غاب عنه التسيير وطاله الإهمال وسوء التدبير. هو إذن وضع سيئ يقض مضجع الساكنة وزوارها.
ومعلوم ان مدينة سطات تنعدم فيها وسائل التسلية، خاصة أنها مدينة داخلية، ولا تتوفر على أماكن تقصدها الساكنة قصد أخذ قسط من الراحة على الأقل في نهاية الأسبوع، باستثناء غابة سطات. وما لها من مميزات متمثلة في موقعها الاستراتيجي وهوائها النقي الصحي باعتبارها ثروة بيئية و قبلة للترويح عن النفس و يؤهلها في ذلك بأن تتمتع بموروث طبيعي كبير، حيث تشكل ملاذا لسكان المدينة ،إذ تعدّ واحدة من الوجهات المفضلة لساكنة المدينة وزوارها للتريّض والترويح عن النفس واستنشاق هواء نقي، وذلك للتخلص من الأرق وتنفيس الضغط النفسي المتراكم بسبب وتيرة الحياة المتسارعة و قضاء لحظات بين أحضان الطبيعة ، وما يزيدُ من جاذبيتها قربُها من المدار الحضري وإطلالتها على بحيرة المزامرة التي تنتظر الساكنة بفارغ الصبر
من المسؤولين المعنيين إخراجها إلى حيز الوجود في أقرب وقت ممكن.
هذا وإضافة إلى أدوارها الكبيرة، قد تشكل الغابة الحضرية لسطات فضاء للبحث العلمي والتحسيس والتوعية إلى جانب دورها الترفيهي، لكن هناك اخطار محدقة مازالت ترافق المكان المخصص للعب الاطفال لغياب شروط السلامة وعدم العناية بالمشاهد الغابوية،
هو إذن فضاء مريح يقصدونه ايضا طلبة جامعة الحسن الاول بسطات و التلاميذ أيام العطل ونهاية الأسبوع حيث تحلّ العائلات السطاتية بالمكان لقضاء يوم كامل بالمكان بعد أسبوع شاق، فالمناظر خلاّبة، والهواء نقيّ جدا، وأمام الأطفال مساحات كافية للّعب، لكن الخطر يهدد المكان كونه غير مجهز بشكل جيد لممارسة أنواع مختلفة من الرياضات وكذا ألعاب الأطفال التي تفتقد جلها إلى الرمل وشروط السلامة كما ان عددا من المقاعد والموائد المصنوعة من الخشب غير صالحة للجلوس رغم وجود لافتة كبيرة عند مدخل الغابة الحضرية تحمل أكثر من معنى دون جدوى، ناهيك عن تعثر الأشغال لتهيئة مدخل الغابة الحضرية بالإسفلت وغياب المرافق الصحية و الإنارة العمومية التي تشكل عائقا امام عناصر أبطال الواجب الوطني بولاية امن سطات التي مافتئت تبذل قصارى جهدها ليل نهار وهي تجوب المجال الغابوي استتبابا للامن إلى جانب فرقة الخيالة خدمة للوطن والمواطنين، ومايزيد الوضع تأزما ايضا هو عدم التزام القطاعات المعنية بدفتر التحملات في إطار الشراكات المبرمة حول هذا المشروع وهو ما يلزم المصالح المعنية تتبع الأشغال عن قرب لجعل منتزه بحيرة المزامزة والغابة الحضرية منطقة للاستجمام والاسترخاء وفضاء لتحسيس المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة وذلك بالعناية بالمشاهد الغابوية (تشذيب الأشجار, جمع النفايات ووضع حاويات القمامة…) وتهيئة الممرات للراجلين الراغبين في القيام بجولات داخل المنتزه
لكن التحديات التي يواجهها المنتزه, غير كافية لضمان سلامة الموقع وتثمين مؤهلاته, في وقت أضحت فيه مسألة البيئة, تكتسي راهنية أكثر فأكثر, سواء في المغرب أو على المستوى الدولي.
هذا ويزداد الشوق إلى الغابة الحضرية طبعا خلال شهر رمضان، الذي سيتزامن هذه السنة مع دخول فصل الربيع حيث تشهد فيه ، إقبالا كبيرا من لدن المواطنين ، خاصة قبيل مغرب كل يوم، من أجل ممارسة الرياضة أو الخروج في نزهات رفقة الأبناء والأصحاب سيرا على الأقدام وسط هذا الغطاء الغابوي الواقع بقرب الغولف الملكي الجامعي على مستوى الطريق الوطنية رقم 9 .
وعلى الجهات المعنية عن القطاع تبني مقاربة متكاملة تروم تهيئتها وتدبيرها عبر تنظيم استقبال العموم بها ومنع رمي المهملات والنفايات تحت الغطاء الغابوي، بالإضافة إلى إعادة التشجير، وخلق مساحات غابوية جديدة ومحاربة الطفيليات.
لتفادي “الاختناق” الذي يعطل رئتي مدينة سطات ..
كما يوجه المواطنون اللوم أيضا إلى جمعيات المجتمع المدني التي تعنى بالبيئة وتستفيد مقابل ذلك من الدعم العمومي في هذا المجال ، متسائلين عن دورها في التواصل مع الجهات المعنية وخاصة المجلس الجماعي و الإقليمي على اعتبار أن الدستور منحها بأن تكون قوة اقتراحية وشريك أساسي في التنمية والرقابة.
المصدر : https://chamssalhakika.ma/?p=3562