أجد نفسي عند قراءة حرفها أنني أحتاج إلى قراءته مرة أخرى أو ربما أكثر من ذلك ﻷنها تستطيع أن تسيطر على لغته برمزيتها وعلاقاتها المجازية وانزياحاتها الدلالية بحيث تمكن القارئ لها من أن يشكل اكتفاء قرائيا لنصها وأن يكون النص مخترقا لزمانه ومكانه من خلال لغة تحمل واقعية الكلمة وبصورة شعرية شفافة تلامس ولاتخدش وأحيانا برومانسية صارخة مع امتلاكها القدرة على الإيجاز والتكثيف والتحويل والترميز وربما بدا نصها ضمن هذه المواصفات منتهكا للحدود بين الواقع والمتخيل
من هنا يمكننا القول إن حروفها تعلن عن ذاتها دون مسوغات أو محسنات لامتلاكها القدرة الفنية واستثمار مكونات هذه القدرة ولامتلاكها الحساسية العالية للغة والتمكن من أدواتها البلاغية مع سلامة في صياغة الجملة الشعرية وموسيقيتها وهذا كله يسهم في تعميق مفاعيلها وآليات استقبالها دون عناء
والسبب في ذلك أنها تحسن التقاط اللحظة وتوظيفها .
فهي شاعرة يبدو أنها تستغرق في الحالة النفسية من خلال تصاعدية متنامية موظفة ، توصلها إلى حالة ولادة النص
هذا التطلع المبدع سمح لها أن تبسط أفكارها من خلال إنشاء صورة رمز موح عبر عرض لهمسة دافئة أو لوحة شاهدة واضحة وضوح اللقطة الواقعية وهذا يحيلنا إلى أنها تمكنت من تحديد ملامح ومميزات نصوصها مستفيدة من موهبتها وتجربتها والتي تجلت بالمواءمة بين نصوصها ولغتها وأفكارها وطموحاتها
عبر هذا التنوع الثري في كتاباتها يبدو السؤال مشروعا من هي روجينا محمد ؟ …
هي المبدعة المسكونة بهواجس عوالم لا تنتهي
وهذا ما يجعل حرفها مفاجئا للمتلقي ﻷن فيه من الإدهاش بقدر مافيه من الإبداع وفيه من الحب بقدر ما فيه من المعاناة وفيه من الحلم بقدر مافيه من الواقع
إنه عالم التضاد الذي يزخر بالمولدات .. عالم الوحي الذي صغته صورا رائعة الحضور باختلاف طرائق التعبير ماجعل النص لديها مغريا لامتلاكها القدرة على الإثارة التي تستجر المتلقي نحو عالم الخيال الذي يوصل إلى الطموح أو الحنين أو حتى الغربة
لا يدري أيها يجذبه نحوها لتوصله إلى اللامحدود.
محمد منير الزعبي من سورية
○ كاتب ومدرس
○ عضو مركز دراسات ورئيس قسم التنمية الثقافية فيه
○ مدير التحرير الثقافي في الاتحاد العربي للثقافة بدمشق
المصدر : https://chamssalhakika.ma/?p=2128
