محمد وردي
احتضن المركز الثقافي بسطات يوم الأحد 03 دجنبر ندوة ثقافية حول موضوع التبوريدة ما بين الماضي والحاضر. تحت شعار” مسار التبوريدة بالمغرب” من تنظيم جمعية مغاربة بلا حدود، فرع سطات بشراكة مع المديرية الإقليمية للثقافة، وذلك تخليدا لذكرى اعتراف منظمة اليونسكو ب”التبوريدة كتراث ثقافي لا مادي “ والتي تزامنت مع الذكرى 68 لعيد الإستقلال المجيد..
وقد عرفت هذه الندوة الثقافية حضور فعاليات مهتمة بالموروث الثقافي الشعبي وكذا ممثل الشركة الملكية لتشجيع الفرس، بالإضافة إلى مساهمات بعض المعنيين والمشتغلين بهذا الثراث لا مادي ، والذي لا زال يجسد تواجده بقوة في الذاكرة كما في المواسم ومهرجانات الفرس.
وتوزعت الندوة بين كلمات و مداخلات كل من عبد الرحيم شراد: باحث في التراث، وحليمة البحراوي: رئيسة الاتحاد المغربي للتبوريدة النسوية ومقدمة سربة، هاجر برامو: مقدمة سربة ورئيسة جمعية فضالة للفروسية التقليدية، محمد القاسمي: إعلامي مهتم بالتراث ومتخصص في تنظيم المهرجانات، وعبدالله بدا: مهتم بالتبوريدا
هذا وحاور وسَيَّر الجلسة محمد المكاوي: باحث في التبوريدة.وحول كلمة الجمعية المنظمة للندوة، أدلى ياسين زياني رئيس فرع سطات لجمعية المغاربة بلا حدود في تصريح إعلامي جاء فيه :
” لقد عرفت لعبة الفروسية التقليدية بالمغرب أو التبوريدة خلال السنوات الأخيرة، تزايدا ملحوظا في عدد الممارسين، وكذلك في عدد الخيول والسربات، حيث شهدت تنامي عدد مهم من المهرجانات المخصصة لهذه اللعبة بمختلف مناطق المغرب وعلى طول السنة، حيث لم تعد التبوريدة حكرا على المواسم التقليدية المرتبطة بمزارات الاولياء الصالحين،
بل أضحت تُخصَّص لها مهرجانات وازنة، تستقطب عددا مهما من الفرسان والمتفرجين من داخل الوطن وخارجه، حيث عرفت ارتقاء ملحوظا بفضل مجهودات الجامعة الملكية المغربية للفروسية والشركة الملكية لتشجيع الفرس، كون فن التبوريدة يحظى باهتمام متزايد من طرف المغاربة، إذ يشهد على ذلك العدد الغفير من الجمهور الذي يؤثث جنبات المحرك او المضمار عند كل مهرجان، ليستمتع بمنظر الخيول الأصيلة وطلقات البارود، وأن هذه الطفرة في النوع والكم لتدعونا كمهتمين وباحثين و ممارسين بأن نفتح بابا للتداول والحوار حول هذه الممارسة، وماهي المسارات التي اخذتها .
نستحضر من خلال هذا الماضي العريق ونطرح الأسئلة التي تشغل بالنا في الحاضر .
و من اجل استشراف المستقبل والتطلع إلى آفاق أرحب لممارسة هذا الفن النبيل، فإننا نفتخر كون منظمة اليونسكو قد أدرجتها ضمن قائمة التراث الإنساني اللامادي ترسيخا لثقافة الاعتراف ما يجعلني مدين، بحجم المسؤولية من أجل صيانة هذا التراث والمحافظة عليه مع إرساء ركائز نظرية سيفرزها حتما الخطاب الذي يمكن ان يصبح متداولا حول هذه اللعبة.
لقد حان الوقت لكي نتجاوز حديث العامة الى خطاب أكاديمي يشارك فيه الباحث والممارس على السواء، خصوصا وأننا أصبحنا نجد بين الفرسان الممارسين نخبة من الأساتذة في مختلف المجلات دكاترة، أطباء، مهندسون، محامون و جامعيون. بحيث أن تداول حوار رزين مثل هذا الذي اجتمعنا اليوم من أجله هو الذي يمكن ان يكون فاتحة لتداول خطاب أكاديمي يمكن أن يشكل أرضية ثقافية ومعرفية تؤطر الممارسة الميدانية.”
المصدر : https://chamssalhakika.ma/?p=5364