محمد وردي من سطات
سلطات سطات تفلح في إخماد مسيرة حاشدة متجهة نحو عمالة الاقليم
عاشت بحر هذا الاسبوع الجماعة الترابية الثوالث التابعة لاقليم سطات على صفيح ساخن، حيث عرفت مشاهد عنيفة على إيقاع ” ضرب اعطيه ” في ظل غياب ثقافة الحوار والتواصل في مثل هكذا حالات، وهو ما يفاقم الوضع ويزيده تأزما، حصل ذلك إثر نقاش حاد ولوم شديد اللهجة دار بين رئيس المجلس الجماعي لاثنين الثوالث عن حزب الاستقلال ونائبه الثالث من نفس اللون، نتج عنه عراك وتبادل اللكمات بالأيدي داخل الجماعة المذكورة، نتج ذلك عن قطع الاشتراك بالهاتف النقال لفائدة العضو المذكور الذي دخل في مشادات كلامية عنيفة مع رئيس الجماعة حول هذا الموضوع، مما أسفر عن مشاجرة بينهما، وفي نفس الإطار، وبعد أكثر من ساعتين وقع حادث آخر بين العضو المعني وبعض البلطجيين حسب المعلومات المستقات من عين المكان، مما أصيب عنه كل من المسؤولين المنتخبين بجروح متفاوتة الخطورة، نقلا على اثرهما إلى مستشفى الحسن الثاني بعاصمة الشاوية على متن سيارتين للاسعاف تابعتا للجماعة الترابية اثنين الثوالث لتلقي الاسعافات الأولية والعلاجات الطبية اللازمة، وذلك بعد المعاينة الضبطية والادارية من طرف كل من السلطة المحلية وعناصر الدرك الملكي المتواجدة بعين المكان.
للاشارة أن هذه الأحداث تزامنت مع السوق الاسبوعي للمنطقة الذي يصادف كل يوم إثنين وهو مازاد في تواجد عدد كبير من ساكنة المنطقة .
وبتاريخ اليوم الأربعاء 4 دجنبر 2024، قام حشد كبير من السكان ممتطين السيارات عازمون على الذهاب إلى مقر عمالة سطات، حيث بعد اشعار السلطة المحلية بذلك، عملت على التواصل فورا بينهم عبر الحوار والانصات لمطالبهم حول هذه المسيرة.
وفعلا اجتمع معهم كل من قائد قيادة بني يكرين و الخليفة المكلف بجماعة “اثنين الثوالث” إذ استمعوا لهم بجدية مؤكدين على نقل هذه المطالب إلى المسؤول الترابي لعمالة اقليم سطات السيد إبراهيم أبوزيد بشكل نزيه. إلا أن بعضهم تقبل الوضع وبعض الآخر قرر أن يذهب إلى مقر العمالة.
وفي محاولة أخرى تم التواصل معهم للمرة الثانية على مستوى الطريق الاقليمية 3618 الرابطة بين سيدي محمد بن رحال وكيسر بإقليم سطات، كل من السلطة المحلية ورئيس الجماعة وبحضور عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي لمشرع بن عبو سرية سطات.
وبعد اقناعهم بفحوى الموضوع، عادوا إلى منازلهم بشكل سلمي، وهذا يرجع بالأساس إلى مجهودات كل من السادة رئيس دائرة سطات الجنوبية وقائد قيادة بني يكرين و خليفة القائد المكلف بجماعة الثوالث بتعليمات من عامل الإقليم الذي مافتئ يولي اهتماما بالغا للإصلاح والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية وغيرها، واعطاءه العناية اللازمة للمحافظة على نظافة المجالس الجماعية وتبني لغة الحوار الجاد والتواصل الهادف، وذلك بنهجه سياسة الوضوح والطموح والابواب المفتوحة خدمة للوطن والمواطن.
يلاحظ أن معظم الآراء اعتبرت مثل هذه السلوكيات ناتجة عن تدني التكوين السياسي والثقافي والأخلاقي للمنتخبين، ولم يتم بالمقابل استحضار العوامل القانونية والسياسية التي قد تشكل، إلى جانب العوامل الذاتية، بيئة محفزة لإفراز مثل هذه الاشتباكات بين المنتخبين، والتي قد تفضي أحياناً إلى أحداث عنف، في حالة ما إذا اقترنت بتدني المستوى الأخلاقي والسياسي للفاعل السياسي المحلي.
حيث مازال المنتخب يعتبر السياسة والتمثيلية المحلية بابا من أبواب التسلق الاجتماعي، وهذا الأمر هو ما يتطلب من الأحزاب العمل على التأطير الجيد للمنتخبين، مع انتقاء الأطر والكفاءات السياسية المؤهلة، زيادة على الجانب السلوكي في ما يتعلق بقدرة المنتخبين على التواصل والتفاعل مع باقي مكونات المجلس لتحقيق التناسق والتشاور، وكم من المجالس انهارت بسبب الصراعات بين مكوناتها، وهنا وجب الحديث أيضا عن نقطة تتعلق بالمنتخبين المتابعين في ملفات تتعلق بتبديد المال العام، وهؤلاء وجب أن يتم إبعادهم عن التدبير المحلي.
وهذا لن يتأتى إلا بضرورة تصحيح الوضع القائم، ومد جسور التواصل والثقة بين المجلس ومحيطه من سلطات محلية وإقليمية وباقي المتدخلين والشركاء، ووضع خارطة طريق جديدة لتدبير شؤون الجماعة بإشراك جميع مكونات المجلس الجماعي لتنفيذ قراراته، وجعل مصلحة ساكنة الجماعة فوق كل اعتبار بل تستحق الأفضل.
٩
المصدر : https://chamssalhakika.ma/?p=9302
