محمد وردي
تعيش معظم ساكنة جماعة أولاد الصغير التابعة إداريا للنفوذ الترابي لعمالة اقليم سطات، تحت وطاة الفقر والتهميش والاقصاء، في ظل غياب جرأة سياسية و رؤية تنموية مندمجة وحكامة ناجعة واستراتجية استباقية واضحة و هادفة تخدم المصلحة العامة وتساهم في تحسين مستويات المعيشة ، و تروم بالأساس إيجاد حلول معقولة وشافية للمتطلبات المشروعة لدى الساكنة، والتي تبقى حقا مشروعا، لايقبل التأخير ولا التأجيل ولا المساومة، وهو ما يدفع فعاليات المجتمع المدني والحقوقي ومهتمين بالتنمية المحلية والمجالية وكذا ساكني الدواوير بتراب الجماعة المذكورة الى طرح عدة تساؤلات مشروعة وتسجيل ملاحظات وانتقادات بناءة ، بل يحملون المجلس الجماعي المسؤولية الكاملة والتي تتجلى في تدهور الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية وضعف البنيات التحتية وتراجع تجويد الخدمات المقدمة، ناهيك عن اللامبالاة في ملفات تهم المشاريع المبرمجة و المنجزة والتي صرفت عليها أموالا ضخمة دون أن ترقى إلى المستوى المطلوب ولاتتماشى والمعايير المعمول بها وفق الضوابط القانونية والشروط الملزمة بل لا تتوافق ودفتر التحملات وهو مطلب مشروع للمجتمع المدني بإيفاد لجنة تفتيش لافتحاص الميزانية المرصودة لتلك المشاريع دون جدوى.
واعرب احد المواطنين من ساكنة دواوير جماعة أولاد الصغير فضل عدم ذكر اسمه في تصريح صحفي لجريدة الوطن العربي عن قلقه وغضبه الشديدين عن ما آلت اليه الاوضاع المزرية لبعض دواوير الجماعة من قبيل غياب التنمية المحلية وضعف البنيات التحتية والخدمات الصحية وندرة الموارد المائية، ناهيك عن إشكالية النقل المدرسي وغياب ملاعب القرب ودور الثقافة وغيرها من المتطلبات المشروعة ..وفي نفس السياق أجرى طاقم جريدة الوطن العربي،حوارا مستفيضا مع وديع مهتدي ، وهو مستشار جماعي بجماعة اولاد الصغير الترابية ومنتمي للمعارضة ، وذلك لتسليط الضوء لدى الراي العام المحلي والوطني حول مآلت اليه المشاريع المستعجلة التي كانت مبرمجة للساكنة وأخرى قد سبق للمستشار الجماعي المذكور ان طرحها رسميا في اسئلة كتابية أو من خلال تدخلاته في مجالس الدوارات العادية او الاستثنائية، وتتوفر الجريدة على نسخ منها، وتهم تساؤلات عن إشكالية النقل المدرسي والماء الشروب، فضلا عن وضعية الممرات الطرقية وخاصة في فصل الشتاء، بالإضافة الى الحالة الكارثية للسوق الاسبوعي والذي لايخضع للمعايير المعتمدة لدى ” اونسا”، حيث غياب السلامة البيئية والصحية في هذا الشان، وتساءل المستشار الجماعي عن كيفية التسيير الإداري وعن ماذا التزام الرئيس بالحضور والتفرغ لقضاء أغراض المواطنين من خلال مراسلاته أو تدخلاته أثناء دورات المجلس.
وبالمناسبة اكد وديع مهتدي للجريدة عن عدم تنفيذ مقرارات المجلس المتعلقة بفك العزلة عن مجموعة من الدواوير و اصلاح المسالك المتضررة وصيانتها عن طريق آليات المجلس الاقليمي، رغم توفر الاعتمدات المخصصة لها،
وكذا تمكين الساكنة ايضا من الربط بالشبكة الكهربائية التي طال انتظارها، مطالبا تخصيص اعتمادات للمشاريع التنموية لمواجهة ازمة الماء بالجماعة وتهيئة المركز الصاعد” قصبة القائد الصغير” بشراكة مع المجلس الاقليمي، ويسعى وديع مهتدي جادا الى احداث مكتبة جماعاتية بشراكة مع وزارة الثقافة و مجلس الجهة و اللتان استجابتا الى هذا الطلب مع احداث ملاعب القرب بمراكز متعددة بالجماعة حسب تعبيره.
وقد أثار المتحدث ذاته باستغراب شديد تركيز المسؤول الجماعي على المحاور الطرقية المؤدية الى مسكنه لاعتبارات شخصية و اخرى انتخابوية، متغافلا المصلحة العامة ومستغلا نفوذه لتنمية الممرات التي تشق ممتلكاته الخاصة وذلك للرفع من قيمتها العقارية ، والاعتبار الثاني من اجل استمالة الناخبين وتقوية مكانته الانتخابية بإعتبار هذه المسالك تخص فقط دائرته الانتخابية، رغم انها غير متضررة ولا تعرف اي عزلة،بينما لازالت ساكنة الجماعة تعاني العزلة والتهميش.
مضيفا ، ان اسطول النقل المدرسي يعد مرفقا حيويا بالنسبة للجماعة ، لكنه اليوم يعرف عشوائية في التسيير ، والجمعية المكلفة بذلك لا تحترم مقتضيات الاتفاقية كما انها لا تحترم التزاماتها اتجاه المرتفقين رغم توصلها بدعم مالي كبير من الجماعة ومن اموال اخرى مصدرها واجبات الاستفادة للمرتفقين، كما ان مداخيل و مصاريف سيارات النقل المدرسي يلفها غموض سواء تعلق الأمر باستهلاك الكزوال او مصاريف الصيانة التي تعد خيالية ناهيك عن التلاعب بمصاريف قطع الغيار و العجلات، اما المسالك بالجماعة يضيف المتحدث ذاته فحدث ولاحرج ، فقد تصبح عبارة عن برك مائية في فصل الشتاء نظرا لهشاشتها وتدني خدماتها ، حيث يصعب المرور والتنقل عبرها بشكل كامل بالاضافة الى عدم توفرها على علامات التشوير وكثرة الاوحال المتراكمة هنا وهناك، الشيء الذي يجعلك في عزلة تامة لقضاء اغراضك الإدارية أو المعيشية..
اما بخصوص التسيير الاداري فهو” عشوائي وغير منظم في غياب تام للرئيس، حيث تعيش ادارة الجماعة فوضى عارمة، تجعل مرتفقيها في مواجهة مزاجية وارتجالية من لدن بعض الموظفين على قلتهم ، وهو مايتضح جليا في غياب تام لإحترام القانون وحقوق الانسان و المساواة امام المرفق العمومي، وعدم احترام مواقيت العمل، مردفا انه تم كذلك تخصيص سيارة في ملكية الجماعة لعضو مقرب من الرئيس لإستعمالها لأغراضه الشخصة حتى خارج اوقات العمل دون سند قانوني، مما يعد جنحة شطط بإستعمال سيارة الدولة ، ولنا عودة في الموضوع بالتفصيل ” وفق تعبيره.
وتبقى النقط المدرجة في جدول اعمال المجلس الجماعي أولاد الصغير عبر دوراته العادية حبر على ورق ، رغم المصادقة على اغلبيتها ، وهو ماعتبره” مهتدي”، فشل ذريع في تفعيل الالتزامات التي وعد بها المجلس في برنامجه الانتخالي ، مما يدل على المزاجية والارتجالية في التعاطي مع هذه الملفات الاجتماعية والاقتصادية التي تشكل عائقا أمام الارتقاء بالتنمية ، سواء على مستوى تعزيز البنيات التحتية والتجهيزات المادية والرقمية، أو على مستوى التدبير الإداري والمالي”.
هذا واعتبر المستشار الجماعي المذكور” أن الوعود الوردية لتعزيز جاذبية المؤسسات وتحسين الجودة التي قدمها المجلس في برنامجه، تحولت إلى” أوهام وسراب”، حيث انتقد طريقة تعاطي المجلس الحالي مع الاصلاح ، معتبرا أن الإصلاح الجديد “مسيس وغير مفهوم بتاتا”، مشيرا في الوقت ذاته إلى دعوة الملك محمد السادس نصره الله إلى عدم إقحام القطاع الاجتماعي في الإطار السياسي وإبعاده عن المزايدات السياسية ، وهو ما يعد مدخلا اساسيا في التنمية المحلية المنشودة.
ومن أجل نيل تعليقات وتوضيحات رئيس جماعة أولاد الصغير حول الموضوع ، حاولت جريدة الوطن العربي الإلكترونية الاتصال به مرارا وتكرارا ، لكن هاتفه ظل يرن دون جواب.
المصدر : https://chamssalhakika.ma/?p=8248
