محمد وردي من سطات
تجهيزات متطورة وأطقم طبية في خدمة مرتفقي مصحة أزور الجديدة.. متعددة التخصصات و تقدم خدمات طبية وعروض متكاملة للرعاية الصحية بمدينة سطات
شهدت مصحة” أزور” بعاصمة الشاوية مؤخرا إجراء عملية جراحية نادرة على مستوى الجزء الاول من شرايين الابهر” الأورطي” للقلب، تكللت بالنجاح وأنقدت مريضا يبلغ من العمر 42 سنة، يقطن بعاصمة الشاوية، كان يعاني في صمت، لكن بفضل التكنولوجيا الحديثة و توفر الخبرة والكفاءة العالية لدى طاقم طبي متكامل بالمصحة المذكورة والذي يتألف من أربعة أطباء للإنعاش وطبيب جراح لعملية القلب وطبيبة الأشعة في عملية التشخيص وطبيب المستعجلات بالإضافة الى الدكتور العلوي المشرف على العملية وهو أخصائي في الإنعاش والتخدير الذي راكم تجربة طويلة في الميدان مكنته من إشرافه المباشر على إجراء هذه العملية الدقيقة، وهي الأولى من نوعها في الإقليم تمت بنجاح .
ان هذه العملية تحتاج اولا إلى صبر جميل و تهدف إلى تمكين المريض الاربعيني الذي لم يعد قلبه يعمل بشكل جيد من استعادة حياته الطبيعية ،فكانت العملية هي الخيار الوحيد الذي يبقى أمامه بما ان العلاجات والأدوية لم تعد تجدي.
العملية حسب الفريق الطبي استغرقت مايقارب اربع ساعات، وقد تطلبت قبل ذلك إعداد نفسي مسبق وتكوين جد دقيق للفريق الطبي والشبه الطبي و كذلك للمريض وعائلته أيضا لتفادي الاسوأ.
وقد أجرى طاقم جريدة الوطن العربي من خلال لقاء صحفي، تم بمكتب مدير مصحة أزور حول النجاح الباهر والنادر الذي تحقق على مستوى جراحة القلب باقليم سطات ، حيث تطرق في البداية حول المراحل والصعوبات التي مرت منها هذه العملية حيث أكد مدير المصحة في تصريح للجريدة أن الصعوبة التي كانت تخيم على الطاقم المشرف تكمن في خطر النزيف أثناء وبعد العملية التي تطلبت تجنيد كل الأطقم الطبية والشبه الطبية وأيضا أسرة المريض بالإضافة الى تحضير كل ما يلزم من غرفة الانعاش بكامل التجهيزات والتحاليل والدم ،موضحا أنه بعد تحضير المريض يتم وضعه على جهاز القلب والرئة الاصطناعي ) القلب الصناعي ( الذي يحافظ على دوران الدم والأوكسجين في الجسم أثناء العملية ،لذلك يضيف المتحدث ذاته يجري شق الصدر كمرحلة أولى من العملية للوصول الى القلب والشريان الأبهر تم تحديد منطقة تسلخ الأبهر في حالة المريض لم يكن بالامكان إصلاح التسلخ لذلك تم اللجوء الى تعويض جزء من الأبهر وإزالة الجزء المتضرر ،وكمرحلة أخيرة تمت إعادة توصيل الشريان بالقلب وإغلاق القفص الصدري ،أما المرحلة الثانية من العلاج فهي ما بعد الجراحة حيث تم استشفاء المريض بمصلحة الانعاش والتأكد من عدم وجود أي مضاعفات التي قد تكون واردة في مثل هذه الحالات وأبرزها النزيف والتعفنات ،شاكرا عائلة المريض التي كانت سندا قويا له وجميع الطاقم الطبي المشرف على هذه العملية.
وفي تصاريح متفرقة لبعض المرضى ومرتفقيهم ممن التقتهم الجريدة بمختلف أروقة المصحة عبر الجميع عن إعجابهم بالخدمات التي تقدمها هذه المصحة للسهر على راحة وسلامة مرتفقيها ،منوهين في الوقت نفسه بمجهودات الادارة التي تسعى جاهدة في ضمان المرفق الطبي الصحي للمواطنين وتقديم خدمات متعددة بعنابة كبيرة وأثمنة ترقى وتراعي حالات الزبناء الذين يقصدونها من أجل الاستشفاء.
حيث تشهد المنظومة الصحية في المملكة تغيرا كبيرا من خلال الأوراش التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله , و يجب اليوم أن يكون القطاع الخاص في الموعد مع هذا التغيير من خلال إشراك المصحات الخاصة، التي تعد مكونا هاما في المنظومة الصحية بالبلاد , و جعلها تضطلع بدورها في تحسين المنظومة الصحية الوطنية ومواكبة الاستراتيجيات والأوراش الملكية في هذا المجال وعلى راسها ورش تعميم الحماية الصحية بالبلاد.
بالاضافة إلى دراسة السبل الكفيلة بجعل القطاع الخاص في المغرب شريكا ومساهما فعالا في تحسين المنظومة الصحية.
وتعزيزا للحقل الصحي والاستشفائي بسطات، تقوم مصحة “أزور azur” المتعددة الاختصاصات والتجهيزات الحديثة بادوار جليلة ، بهدف المساهمة في تقريب الخدمات الاستشفائية/ الصحية وتحسين ظروف استقبال المرتفقين من المرضى بالمدينة والمناطق التابعة للإقليم ، و تقدم المصحة عمليات جديدة وحديثة ومجهزة بأحدث المعدات و الكفاءة العالية في اطار تخفيف الضغط الصحي الذي تعرفه مستشفيات الاقليم، سيما وانه سيساهم في تقريب الخدمات الصحية للمرضى دون الحاجة للتنقل والسفر إلى مدن أخرى، لما تتوفر عليه المصحة من مرافق هامة كأقسام الاستشفاء، والولادات وحاضنات الرضع، وقسم عناية القلب، وقسم العناية المركزة، وقسم الإنعاش، وقسم إنعاش الرضع، ومصلحة العلاج اليومي، وغرف العمليات وقسم القسطرة وقاعة الولادة وغيرها..
و في إطار الحرص على تقديم عروض متكاملة للرعاية الصحية تتماشى والتطلعات في العديد من التخصصات، و تغطي الخصاص الذي كانت تشهده سطات على مستوى الحاضنات وكل ما يرتبط بطب الأطفال، فإن (المصحة) تضم أجهزة الراديو الخاصة بالعمليات المتطورة فيما يتعلق بأمراض القلب من حيث التشخيص والتتبع والعلاج، بالإضافة إلى وحدة توليد حديثة، كما أن مشروع المصحة لم يقتصر على إنشاء بناية فحسب، بل عملت الإدارة على أن يكون المرفق الصحي متكاملا فيه جميع وسائل التشخيص كما فيه كذلك وسائل العلاج، مع تطعيمه بسواعد وموارد بشرية مكونة ومؤطرة ومؤهلة ذات كفاءة علمية ومهنية عالية من شأنها تنمية والارتقاء بالخدمات الطبية حتى تكون فعالة وفي متناول جميع الشرائح الاجتماعية لساكنة سطات والمنطقة بصفة عامة.
وفي سياق آخر فندت إدارة المصحة كل الشائعات المغرضة التي تداولتها بعض المواقع في صفحات التواصل الاجتماعي ويتعلق الأمر باللامبالاة و ضعف الخدمات المقدمة للمرتفقين خلال لقاء حواري مقتضب اجرته جريدة الوطن العربي بخصوص ذلك ، حيث سلط الضوء المسؤول الاداري بالمصحة بكل شفافية ومسؤولية عن سلوكات سلبية يجهل مصدرها من بعض الاشخاص قد يبدو انهم اعداء النجاح حسب وصفه.
وشدد بعض الفاعلين الجمعويين خلال تصاريح متفرقة استقتها جريدة الوطن العربي في هذا الخصوص على ضرورة إعادة النظر في الجوانب التنظيمية والتشريعية، وطرق التسيير والتدبير، بالنسبة للمصحات الخاصة بالمملكة، وتحيينها وتحسينها، بما من شأنه توفير الآليات الكفيلة لها للاضطلاع بدورها في تعزيز وتجويد العرض الصحي بالمملكة.
وأكد هؤلاء ، على ضرورة توفير مجموعة من الظروف الملائمة الكفيلة بتفعيل وتنزيل ناجح للأوراش والمشاريع الصحية التي انخرط فيها المغرب، مشددين على ضرورة إيلاء أهمية كبرى للموارد البشرية في المجال الطبي، والتي تعاني نقصا كبيرا على الصعيد الوطني.
وسلط الجمعويون خلال هذه التصريحات ، الضوء على مجموعة من المشاكل والإكراهات التي تعاني منها بعض المصحات الخاصة، خاصة على المستوى التنظيمي والتأطيري لممارساتها، بالإضافة إلى النقص في الموارد البشرية على الصعيد الوطني.
وفي هذا السياق، سجل المتحدثون الخصاص الكبير الذي يعاني منه المغرب على مستوى عدد الأطباء والأطر الصحية، مشددين على ضرورة توفير الموارد البشرية سواء تعلق الأمر بالأطباء، أو الممرضين، أو تقنيي الصحة بصفة عامة، باعتبار أن الموارد البشرية تعد أحد الركائز الأساسية في المجال الصحي.
كما دعا الجمعويون إلى العمل على الرفع من الاستثمارات في المؤسسات الصحية الخاصة، للرفع من جودة العرض الصحي في القطاع الخاص الذي يلعب دورا كبيرا في المنظومة الصحية.
المصدر : https://chamssalhakika.ma/?p=8226
