محمد وردي من سطات
نظم المرصد المغربي للتربية الدامجة اليوم الخميس بالرباط ندوة وطنية في موضوع “التربية الدامجة :الواقع والآفاق” بمناسبة مرور ثلاث سنوات عن انطلاق البرنامج الوطني للتربية الدامجة .وتندرج هذه الندوة الوطنية الثالثة في إطار العمل على تشكيل أرضية للحوار العمومي حول مسألة تربية وتعليم الأشخاص في وضعية اعاقة، وإثراء النماذج الناجحة ميدانيا في هذا المجال، و التصدي لبعض الممارسات السلبية.
هذا اللقاء عرف مشاركة ممثلي القطاعات الوزارية المعنية ومؤسسات عمومية، إضافة إلى أكاديميين وفاعلين جمعويين.
وبهذه المناسبة، أكد رئيس المرصد المغربي للتربية الدامجة بالمغرب، أحمد الحوات على أن الندوة تسعى إلى استعراض حصيلة القطاعات الحكومية في هذا المجال من أجل دعم استراتيجية التربية الدامجة وأيضا مناقشة الإكراهات والصعوبات التي تعترض تنزيلها من أجل تعزيز حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
وأضاف السيد الحوات، في تصريح لوكالة المغرب العربي، أن الغاية من مشاركة جميع القطاعات المعنية والمؤسسات العمومية في هذا اللقاء تتمثل في الخروج بتوصيات وإعداد التقرير الثاني للمرصد المغربي للتربية الدامجة، وذلك في إطار المقاربة التشاركية للنهوض بحقوق هذه الفئة.
وأكد أن المرصد المغربي يقوم بعملية الرصد ، التتبع و المواكبة من أجل تعزيز حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
من جانبه، أكد الناشط الحقوقي في مجال الإعاقة، عبد الرحمن مغني، في تصريح مماثل، على أن الرهان يتجلى في جعل المنظومة التربوية الوطنية دامجة لكل الأطفال كيفما كانت وضعيتهم و قدراتهم.
واعتبر أن التربية الدامجة “مشروع مجتمع و لا يهم قطاع واحد فقط”، لأنه بدون تعبئة جميع الطاقات الحية في المجتمع لا يمكن أن تكون للتربية الدامجة استجابة مجتمعية.
هذا و يعتبر مفهوم التربية الدامجة الذي اعتمدته وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مشروعا مجتمعيا يدخل ضمن مخططات التنمية البشرية، ويشكل رافعة من رافعات إرساء مبادئ حقوق الإنسان، وتنزيلا للمبادئ التي نص عليها دستور 2011. سعت من خلاله إلى توفير الشروط الملائمة لإقرار مبدأ تكافؤ الفرص بين المتعلمات والمتعلمين، ومكنت الأطفال في وضعية إعاقة منهم من الاندماج في المؤسسات التعليمية وفي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، على اعتبار أن المدرسة نواة التنشئة الاجتماعية.
و لاشك أن تفعيل وإرساء التربية الدامجة بالمؤسسات التعليمة له الأثر الكبير في الرفع من مؤشرات النجاح المدرسي، حيث تمكن هذه التربية المتعلمات والمتعلمين في وضعية إعاقة من الاستفادة من حقهم في تعلم ذي جودة، يراعي احتياجاتهم الفيزيولوجية والسيكولوجية، كما أن استفادتهم من تكييف التعلمات و تكييف التقويمات والامتحانات وفق ما جاء في القرار الوزاري رقم 047.19 الصادر في 24 يونيو 2019 بشأن التربية الدامجة للتلميذات والتلاميذ في وضعية إعاقة، و في دفاتر مساطر الامتحانات الإشهادية ( نيل شهادة الدروس الابتدائية، نيل شهادة السلك الإعدادي و نيل شهادة البكالوريا)، له الأثر الكبير في الرفع من مؤشرات النجاح المدرسي الخاص بهذه الفئة.
المصدر : https://chamssalhakika.ma/?p=3582