محمد وردي
السفير الألماني خلال لقائه ميارة: المغرب الأفضل اندماجا في محيطه والأكثر تعاونا مع المؤسسات الأوربية
بعد ثلاثة أشهر من اعتماد المغرب سفير برلين في الرباط، منهيا بذلك أزمة سياسية دامت لأشهر بين البلدين، وانتهت بدعم ألمانيا لمقترح الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب كحل واقعي للنزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية، بدأ السفير الألماني لقاءات مع المسؤولين المغاربة، للتأكيد على الموقف الألماني الجديد من النزاع المفتعل في الصحراء، وفتح آفاق للتعاون بين البلدين خصوصا في مجال الطاقة.
وفي السياق ذاته، أجرى رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة يومه الأربعاء 13 يوليوز 2022 مباحثات مع روبرت دولغر السفير المفوض فوق العادة لجمهورية ألمانيا الاتحادية بالمغرب، تناولت أهم مجالات علاقات التعاون الثنائي والسبل الكفيلة بتعميقها، وكذا تبادل الرؤى بخصوص عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وفي هذا الإطار، عبر النعم ميارة عن تقديره الكبير للعلاقات المغربية الألمانية التي تشهد انطلاقة جديدة بعد تبديد الغيوم التي شابتها في مرحلة سابقة، مؤكدا على أهمية ألمانيا كدولة محورية تشكل تجربتها مصدرا للإلهام في الميادين الاقتصادية وفي المجال السياسي، لاسيما فيما يتعلق بالجهوية والديمقراطية التشاركية.
وفي معرض حديثه عن المداخل الممكنة لتطوير وتحسين العلاقات الثنائية، شدد رئيس مجلس المستشارين على الدور الكبير المنوط بالعمل البرلماني المشترك، مشيرا بالخصوص إلى أهمية آلية “مجموعة الصداقة والتعاون” التي شكلها المجلس من أجل رعاية ومواكبة دينامية التعاون الثنائي بين البلدين.
من جهته أكد السفير الألماني روبرت دولغر أن الظروف التي تم فيها استئناف التعاون السياسي والدبلوماسي بين البلدين توفر قاعدة صلبة ينبغي توظيفها من أجل بناء مستقبل مشترك زاهر، وترسيخ الحيوية في العلاقات الثنائية، والعمل على توسيعها وتوطيدها خاصة في ميادين الطاقات المتجددة ومحاربة ظاهرة الجفاف والأمن الغذائي، مشددا من جهته على أهمية تعزيز التعاون البرلماني بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين.
كما عبر المسؤول الألماني عن الإرادة القوية التي تحذو ألمانيا والاتحاد الأوربي لتعميق العمل مع المغرب في كل المجالات، اعتبارا لكونه الأفضل اندماجا في محيطه والأكثر تعاونا مع المؤسسات الأوربية.
وعلى المستوى السياسي، عبر رئيس مجلس المستشارين عن تقديره للموقف الألماني الجديد من قضية الصحراء المغربية الداعم لمقترح الحكم الذاتي الموسع، مشددا على أن هذا الموقف، الذي حظي بإشادة جميع المواطنين المغاربة ولا سيما المواطنين الصحراويين، ينضاف إلى المواقف التي عبرت عنها دول أخرى في الفضاء الأوربي كإسبانيا وهولاندا.
وفي هذا الصدد، أكد روبرت دولغر أن الموقف الألماني يشكل إطارا جيدا للتعاون الثنائي، كما جدد دعم بلاده للجهود الأممية الرامية إلى إيجاد حل دائم ومقبول لهذا النزاع الإقليمي.
ومن جهة أخرى كان هذا اللقاء فرصة سانحة مكنت من إبراز تطابق وجهات نظر الجانبين بخصوص العديد من القضايا الإقليمية، لا سيما في منطقة الصحراء والساحل التي تواجه عددا من التحديات الجوهرية خاصة تنامي الإرهاب والجريمة المنظمة واستفحال الجفاف والمجاعة وغيرها من المشاكل التي تنطوي على تهديد جدي للمنطقة ككل.
ميارة، تحدث في هذا اللقاء عن قضية الهجرة، وقال إن مشكل الهجرة غير الشرعية تفاقم والمغرب يتحمل المسؤولية من أجل تطويق هذه الظاهرة، ووقف تدفقات المهاجرين التي تقف وراءها مافيا تهريب البشر، فضلا عن معاناته مع أوجه مقلقة أخرى لهذه المشكلة التي تتطلب مقاربة شمولية وانخراطا فعليا لكافة الجهات المعنية.
المصدر : https://chamssalhakika.ma/?p=2741
