تحل الذكرى السادسة والستون على استقلال المغرب وتحريره من الاستعمار الغاشم حيث صنع جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه والشعب المغربي الحدث الذي تحدث عنه العالم ، فقد عاد السلطان من منفاه بعد مقاومة وكفاح وطني لتحرير البلاد سطره الملك والشعب في ملحمة بطولية تجسد الرباط الوثيق بين العرش والشعب.
ذكرى 18 نونبر جسدت الاستماتة في الدفاع عن توابث الامة عندما أقدم الاستعمار على نفي رمز الامة ، انتفض الشعب المغربي انتفاضة زلزلت الارض من تحت أقدام المستعمر وسارع المغاربة في العمل المسلح والمقاومة والفداء وتشكلت الخلايا الفدائية والتنظيمات السرية وانطلقت العمليات البطولية لضرب غلاة الاستعمار ومصالحه وأهدافه ،وظهر واضحا عزم المغاربة وإصرارهم على النضال المستميت من اجل عودة الشرعية وتحقيق الاستقلال.
ولم تهدأ دائرة المقاومة حتى تحقق أمل الأمة في عودة بطل التحرير والاستقلال ورمز الوحدة الوطنية جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه حاملا لواء الحرية ومعلنا عن الانتقال من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر من اجل بناء مغرب جديد ومواصلة ملحمة تحقيق الوحدة الترابية .
إذ لا تنضج الشعوب وتتسع ملامحها لبناء حاضرها ومستقبلها إلا من خلال استحضار تاريخها ومقاربة لحظاته النضالية ومعاركه من اجل البقاء والاستمرارية وإبراز كينونته المتميزة بين الامم واستخلاص العبر من مختلف محطاته تكريسا لما في اللحضات الماضية والحاضرة من قوة جذب باتجاه مستقبل يسعى للأفضل.
وتعد هذه الذكرى من اغلى الذكريات الوطنية الراسخة في قلوب المغاربة من طنجة إلى الكويرة لما تحمله من دلالات عميقة ودروس بليغة وبطولات عظيمة وتضحيات جسام وامجاد تاريخية خالدة ، تجسد انتصارات إرادة العرش والشعب والتحامهما الوثيق دفاعا عن المقدسات الدينية والتوابث الوطنية .
إن الاحتفال بذكرى الاستقلال المجيد يمثل لحظة للقيام بوقفة تاملية تستحضر تاريخ المغرب الغني بالأمجاد وبالمحطات المشرقة من اجل الذود عن مقدسات البلاد ، ومناسبة لاستلهام ماتنطوي عليه هذه الذكرى من قيم سامية وغايات نبيلة ، لإذكاء التعبئة الشاملة وزرع روح المواطنة ، وتحصين المكاسب الديمقراطية ومواصلة مسيرة الجهاد الأكبر وتثبيت وصيانة الوحدة الترابية للمغرب وربط الماضي التليد بالحاضر والمستقبل المجيد .
وتأكيدا لمسيرة التحرير والبناء التي نهجها جلالة محمد الخامس ومن بعده مبدع المسيرة الخضراء ومهندس جغرافيتها المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراهما ، شهد المغرب الآن تحت القيادة الرشيدة
لصاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس نصره الله العديد من الاوراش التنموية العملاقة والإصلاحات الكبرى التي تهم مختلف المجالات والتي تعززت من خلال الاصلاح الدستوري الذي شكل ثورة ديمقراطية وتشاركية ،ومنعطف جديد لاستكمال البناء المؤسساتي وترسيخ آليات الحكامة الجيدة وما يتواصل في سياقه من اصلاحات في ميادين شتى، إذ مافتى جلالة الملك يعمل على ترسيخ دعائم دولة المؤسسات وإعلاء مكانة المملكة بين الشعوب والأمم في اطار من التلاحم والتمازج بين كافة شرائح الشعب المغربي وقواه الحية ،وذلك في أفق مواجهة تحديات الألفية الثالثة وكسب رهانات التنمية المندمجة وتوطيد افاق التعاون والتضامن بين الأقطار المغاربية التي ما أحوجها الى الوحدة والتضامن ..
المصدر : https://chamssalhakika.ma/?p=2377