المواطنة: ظهرت المواطنة أولا. بصفتها مجموعة من الامتيازات التي تتمتع بها فئة من السكان بسبب أصولها أو ممتلكاتها أو بفضل خدمات مقدمة إلى المجتمع ككل.
أخذ مبدأ المواطنة في بداياته طابعا ذكوريا . فقد كان الرجال وحدهم يتوفرون على الأهلية القانونية . التي كانت النساء والأطفال محرةمين منها.
مسار المواطنة: ظهرت معالم المواطنة الأولى في آثينا . المدينة التي كانت نقطة اللقاء بين الشرق والغرب . والتي زار مفكروها مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين االتزويد بالمعارف التي ازدهرت فيهما في مجالات الفلك والهندسة وغيرها من العلوم.
نعززت المواطنة مع اتساع العمل بالقانون المدني الروماني الذي قام على مبدأ احترام حرية المتعاقدين واستقلال إراداتهم . وسمو السلطة القضائية. بالرغم من أن الطابع الحصري للإستفاذة من حقوق المواطنة ظل مستمرا.
شكل عصر الأنوار لحظة إشراق للإنسانية جمعاءلقد أجمع مفكرو هذا العصر على وحدة النوع الإنساني بغض النظر عن اللون أو الدين أوالجنس . بأن الحق في الحرية حق طبيعي . كالحق في الحياة.
ذهر مفهوم المواطنة كتصور فكري في عصر الأنوار. لكن الثورة الفرنسية جعلت منه حقا قانونيا وسياسيا . مع إعلان حقوق الإنسان والمواطنة . وإلغاء جميع الألقاب والامتيازات الموروثة عن عصور الإقطاع.
وأبرزت الحروب الكونية أن قيمة المواطنة لا تكمن فقط في بعدها الحقوقي . ولكن بصفتها كذلك ضمانة للإستقرار والسلم وحصانة من أخطار التطرف وقاعدة للتنمية
رغم قوة حضور مفهوم المواطنة , مازالت هناك عدد من المعوقات التي تعوق انتشار قيمه بصورة مقصودة أو تلقائية . تتمثل في الفقر والأمية . بالإضافة إلى الانقسامات التي تتوزع العالم . والتي تمس الحق في التنقل والإقامة والمعرفة والبيئة………
بقلم : الأستاذ مصطفى لحرش ” مدير التحرير لجريدة شمس الحقيقة
المصدر : https://chamssalhakika.ma/?p=2159
