..بل هناك شرفاء صادقون في حبهم لوطنهم ، معروفون بالنزاهة والتجرد ، والالتزام بخدمة الصالح العام .انتهى كلام جلالته
وعليه جذبني في بعض السطور من خطاب العرش لجلالته في ذكرى 18 حين تساءل الملك محمد السادس نصره الله وايده عن أنه ” إذا اصبح ملك المغرب غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة ، ولا يثق في عدد من السياسيين، فماذا بقي للشعب ؟ موجها خطابه الى المسؤولين المغاربة بالقول “كفى، واثقوا الله في وطنكم … إما ان تقوموا بمهامكم كاملة وإما ان تنسحبوا، فالمغرب له نساؤه ورجاله الصادقون .” انتهى كلام جلالته،
حقا هؤلاء لايعول عليهم لافي التسيير ولا في التدبير ولا في في تمثيل المملكة المغربية الشريفة لاداخل ارض الوطن ولا خارجه نظرا لضعف شخصيتهم و وطنيتهم و كفاءتهم ناهيك عن ضعف رصيدهم العلمي والثقافي واللغوي وكذا ارتباكهم في طريقة التعامل مع الاخرين واقناعهم مثلا في جلب الاستثمار وإتاحة فرص الشغل وغيرها من الامور التي تعود على الوطن والمواطنين بالنفع والرفع من كرامة الانسان وتعزيزها.
وهنا يحتاج طبعا المواطن العاقل الفطن المدرك حتما لأهل البناء الشرفاء ورجال التشييد الانقياء، لأن الذين دمروا المجتمع المدني وعاثوا فسادا إداريا ، هم اعداء النجاح، وعليه من يصلح للتدمير لايصلح للتعمير …اما المنتخب يشغل باله بالنوافل طمعا بالتسمر في الكرسي والمناصب
واضاف جلالته قائلا ” هذا الوضع لايمكن ان يستمر لان الامر يتعلق بمصالح الوطن والمواطنين وانا ازن كلامي،واعرف ماأقول …لانه نابع من تفكير عميق…إن الاختيارات التنموية للمغرب تبقى عموما صائبة ، “إلا ان المشكل يكمن في العقليات التي لم تتغير وفي القدرة على التنفيذ والابداع .
واضاف جلالته ان ” التطور السياسي والتنموي الذي يعرفه المغرب لم ينعكس بالايجاب على تعامل الاحزاب والمسؤولين السياسيين والاداريين مع التطلعات والانشغالات الحقيقية للمغاربة .”
و اعتبر جلالته في خطابه ” انه عندما تكون النتائج ايجابية تتسابق الاحزاب والطبقة السياسية والمسؤولون الى الواجهة للاستفادة سياسيا واعلاميا من المكاسب المحققة .اما عندما لا تسير الامور كما ينبغي يتم الاختباء وراء القصر الملكي وارجاع كل الامور اليه، وهو مايجعل المواطنين يشتكون لملك البلاد من الادارات والمسؤولين الذين يتماطلون في الرد على مطالبهم ومعالجة ملفاتهم، ويلتمسون منه التدخل لقضاء اغراضهم بتعبير الملك محمد السادس…انتهى كلام جلالته
ولهذا تبقى للمواطن” سلطة القرار في اختيار من يمثلونهم وانه عليهم احسان الاختيار لان لن يكون من حقهم غدا ان يشتكو من سوء التدبير او من ضعف الخدمات التي تقدم لهم .
وفي خطاب العرش :ذكرى 17 قال جلالته في نفس السياق “غير ان مايبعث على الاستغراب، ان البعض يقوم بممارسات تتنافى مع مبادئ واخلاقيات العمل السياسي ويطلق تصريحات ومفاهيم تسيء لسمعة الوطن وتمس بحرمة ومصداقية المؤسسات في محاولة لكسب اصوات وتعاطف الناخبين ،ولايفوتني ان انبه لبعض التصرفات والتجاوزات الخطيرة التي تعرفها فثرة الانتخابات والتي يتعين محاربتها ومعاقبة مرتكبيها،
فبمجرد اقتراب موعد الانتخابات ، وكانها القيامة ، لا احد يعرف الآخر. والجميع حكومة واحزابا ، مرشحين وناخبين ، يفقدون صوابهم ويدخلون في فوضى وصراعات لاعلاقة لها بحرية الاختيار التي يمثلها الانتخاب ،وهنا اقول للجميع اغلبية ومعارضة : كفى من الركوب على الوطن لتصفية حسابات شخصية او لتحقيق اغراض حزبية ضيقة انتهى كلام جلالته.
قراءة ومتابعة محمد وردي
المصدر : https://chamssalhakika.ma/?p=1914