الذباب الجاهلي بدل الشعر الجاهلي

admin
سلايدر
admin28 أبريل 2020آخر تحديث : منذ 5 سنوات
الذباب الجاهلي بدل الشعر الجاهلي

الذباب الجاهلى بدل الشعر الجاهلى

بقلم الأستاد لحسن مديح

maxresdefault 1  - جريدة شمس الحقيقة

لقد اطلعنا من خلال دراساتنا – نحن الجيل الذي أتى بعد تحرر واستقلال الشعوب – وعلى الخصوص ما اصطلح عليه بالمشرق العربى، اطلعنا على الأدب الجاهلى من أشعار ونثر ومعلقات، تروي الفخر والبطولات والمعارك والجيوش الجرارة التى لا أول ولا آخر لها، تصف الانتصارات الكبيرة على الأعداء وإدلالهم بسبي نسائهم وأطفالهم وبيعها.

وعندما لا تكون هناك حرب فإن الشعر يتكلف بالتنقيص من العدو وتسليط جل المصائب والمنايا عليه.

وكان الغرض من دراسة البطولات الجاهلية تهيىء المجال لبروز والتأسيس لقومية لا نية لمؤسسيها في ذلك.

غير أننا ونحن صغار كنا ندرك أن البطولات والمعارك والانتصارات الكبرى هي أحلام غير واقعية لا تظهر إلا في المجالس التى تدور فيها المعتقة.

وبهذا الشكل كانوا ينتصرون ويفرحون لانتصاراتهم فى الأحلام كأنها انتصارات حقيقية.

فلا هم أسسوا للعلم أو أسسسوا وبنوا قوميتهم قطعت الأمم والقوميات أشواطا واستفادت منها الإنسانية، فى حين ظلوا على حالهم يحلمون ويلعبون ويلهثون وراء كل إشعاع أو بريق مهما كان فارغا.

وماذا تغير ونحن فى القرن الواحد والعشرون لا شيء، لازالوا يحلمون بالانتصارات ويهزمون أعداءهم وهم فى محيطهم المخملي، بعد أن استبدلوا الشعر الجاهلى بالذباب الجاهلي، حيث كلفوه بخلق خسائر وإخفاقات لدى أعدائهم.

FacebookTwitterEmailنشر

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.